بدون تعليق: أخطاء حماس .. وتحذيرات ابو الغيط
28/12/2008
لوّحت تسيبي ليفني بأيديها وأصابعها من على المنبر القاهري وهددت بأنها "ستقطع رؤوس زعماء حماس".. ونظيرها العربي - المصري أحمد أبو الغيط يرمقها بكل إعجاب ويهز رأسه موافقاً عند كل عبارة وينتظر لتنتهي من مطالعتها النارية، ويجهز يديه هو الآخر.. ولكن ليس ليرد التهديد بالتهديد.. بل لتتكئ عليها ليفني حتى لا تتزحلق على الكرامة العربية المراقة على أدراج قصر الرئاسة المصرية..
وعاد ابو الغيط ليخرج غضبه الكبير وقهره المتعاظم على ما يجري في قطاع غزة من جرائم وخروقات وانتهاكات ومجازر وإشعال حرائق وقصف بالقذائف والصواريخ... ليس انتصاراً للشعب الفلسطيني، بل حنقاً من حركة حماس التي تمردت على الموقف العربي - المصري، واستمرت بالاعتداء على "إسرائيل" وإطلاق الصواريخ على المستوطنات، ولم تستمع إلى التحذيرات المصرية..
"من لا يتابع تحذيراتنا فلا يحق له أن يلوم اطراف أخرى".. إلى هنا انتهى أبو الغيط.. محاسباً حماس لأنها أخطأت وخرجت على الطاعة وخالفت مسار الخنوع العربي المقيت.. وما عليها الآن إلا أن تواجه عواقب أفعالها وتمرّدها.. لأن استضافة القاهرة لليفني كانت بهدف "منع هجوم اسرائيلي على غزة"!!!!
نعم لقد أخطأت حماس.. فكان عليها أن تفهم من إشارات أبو الغيط بأن قراراً اميركياَ - إسرائيلياً - عربياً اتخذ لضربها في حرب إبادة ودون هوادة..
نعم لقد أخطأت حماس.. فكان عليها أن تقهر شعبها وتسقط قضيتها وتنصاع للقرار العربي - المصري الذي يؤثر على القرار الأميركي - الإسرائيلي ويعمل لمصلحة القضية الفلسطينية والعرب والعروبة..
نعم لقد أخطأت حماس.. فكان عليها أن تسلم سلاحها وتسقط شعاراتها وترمي وراء ظهرها مسيرة الشهداء الذين رووا أرض فلسطين بدمائهم رفضاً للذل والاستسلام..
نعم لقد أخطأت حماس.. لأنها دافعت عن أبناء الشعب الفلسطيني وتقف اليوم في مواجهة العالم المستكبر بكل شجاعة واقتدار مع المناضلين من فصائل المقاومة الفلسطينية..
ها هو قطاع غزة اليوم يواجه أداة الارهاب والقتل الصهيونية من جهة والتواطؤ الدولي والعربي من جهة ثانية.. وما أشبه اليوم بالأمس.. وقد لا نفاجأ إذا سمعنا في الأيام المقبلة من يصف المقاومين الفلسطينيين في غزة بالمغامرين والمقامرين والمشاغبين والمجانين و...و... وكل الصفات التي سمعناها أيام العدوان الصهيوني على لبنان في تموز 2006..
ولكن من المؤكد، بإذن الله، أننا سنسمع أيضاً، كما سمعنا بالأمس، بأخبار الهزائم والاعترافات بالفشل ولجنة فينوغراد أخرى.. وعندها لن تتدحرج رؤوس حماس بل سيتهاوى ما تبقى من الحصون الإسرائيلية.. ومن تواطأ معها.. وصولاً إلى الزوال المحتم..
منقول من موقع المقاومة الاسلامية بلبنان